التربية والتعليم







مشكلة تدريس الفلسفة في الجزائر


اعتبر الدكتور محمود يعقوبي أستاذ مادة الفلسفة وباحث ومفكّر، أن الإشكالية التي يعرفها اليوم تدريس مادة الفلسفة في الجزائر لا تكمن في المنهجية وإنما هي مرتبطة "بضعف المستوى المعرفي" بالنّسبة للمدرّسين والطلبة الذين يوجّهون إلى هذا التخصّص·


ففي مداخلة له في افتتاح الملتقى الوطني الذي نظّتمه المدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة بعنوان "تدريس الفلسفة في الجزائر واقع وآفاق"، انتقد الدكتور يعقوبي الذي هو من روّاد تدريس مادة الفلسفة في الجزائر "نوعية تدريس الفلسفة حاليا في الجزائر"· واعتبر هذا الباحث الجامعي أن الأمر يتطلّب "إعادة تأسيس جذري" بالنّظر أن الفلسفة تعتبر حاليا "ملجأ للطلبة ذوي المستويات الضعيفة" الذين لا يمكن توجيههم إلى شعب علمية، مشيرا إلى أن الفلسفة تستدعي "كفاءة المدرّس" و"توفّر الكتب المرجعية نوعا وكَمًّا"، وأن يكون لدى الطالب الموجّه إلى هذه الشعبة "مستوى جيّد حتى يستطيع استيعاب الدروس"، وذكر في هذا الصدد أن طلبة شعبة الآداب هم الذين يوجّهون حاليا إلى شعبة الفلسفة، في حين أن هذا التخصّص "انبثق عن العلوم"، مضيفا أن "الفلسفة هي بنت العلوم وليست أمّها حسب ما هو شائع"· وشدّد المحاضر في هذا الصدد على أهمّية "توفّر مدرّسين ذوي مستوى عال" و"الوثائق كَمًّا ونوعا"، مشيرا إلى ضرورة "التحكّم في اللّغة" عندما يتعلّق الأمر "بدراسة أو تدريس الفلسفة"· وتمّ بالمناسبة تكريم الدكتور يعقوبي من طرف منظّمي هذا اللّقاء الذي تمحورت مداخلات اليوم الأوّل منه حول عديد النّشريات التي صدرت عن هذا الأستاذ الرّائد في الفلسفة· وأبرزت المداخلات الإسهامات الكبيرة التي قدّمها هذا الأستاذ السابق في التعليم الثانوي، والذي تدرّج فيما بعد إلى مفتش في التعليم قبل أن يلتحق بالجامعة والبحث· كما أصدر وترجم عديد المؤلّفات التي أصبحت مراجع لهذه المادة، خاصّة في مجال المنطق، حيث أصدر الأستاذ يعقوبي أوّل مرجع في هذا المجال على مستوى العالم العربي·

صعوبة تلقي الدرس الفلسفي وتجاهل اهميته



يعتبر الدرس الفلسفي أحد آليات لجعل المتعلم يدرك مدى أهمية المعرفة العلمية،واكتساب قيم إنسانية كونية سليمة.لان الفلسفة عموما جاءت للدفاع عن كرامة الإنسان كما يقول "هيجل"،كما يستطيع التفكير الفلسفي تجاوز كل إشكال العنصرية والتشبث بالرأي،ولا أحد ينكر أن مدرس مادة الفلسفة يتعامل مع متعلم مراهق وقد يجسد ذلك بسلوكاته داخل الفصل الدراسي حيث يسود هنا اللامبالاة وعدم الاهتمام بالتفكير الفلسفي،وهنا نجده في حقل ثقافي وتربوي غير فلسفي” ولابد أن ندرك جميعا أن هناك أزمة تهدد وجود الفلسفة وتعكر صفو علاقتها مع الفضاء العمومي وتربك تأثيرها في الممارسة العملية للمعرفة العلمية بصفة عامة، وما لا يمكن أن نخفيه ونستتر عليه هو حدوث تحولات عميقة في الفضاء العمومي في السنوات الأخيرة دفعت إلى التخلي عن التفكير المجرد والنظري،وسار الاهتمام بوسائط جديدة وبدائل تقنية تتراوح بين التبسيط ألأداتي والتعقيد المعرفي. وفي نفس السياق نرصد عدة صعوبات على مستوى التلقي التي يعاني منه الدرس الفلسفي والتي تتجلى في عدم تقبل التلاميذ لتجربة التفكير الفلسفي وعزوفهم عن حصص هذا الحوار العقلاني، وربما هناك العديد من العوامل من وراء ما ذكرناه ،من قبيل التعثر في التعبير والارتباك في التحرير ونقص في الكتابة، وحالة سوء التفاهم بين المدرس والمتعلم الشئ الذي يكرس أزمة التواصل وانكماش النقد وتضخم التقليد وأخطاء في الترجمة وغموض في المفاهيم وكثرة التلخيص والاعتماد على الشروحات السطحية دون التعمق لأدراك المعنى الحقيقي. من هذا المنطلق نجد الدرس الفلسفي يعيش مفارقات خاصة في هذا العصر،لكن طبيعي جدا،لان الإنسان التابع لهذا الزمان يجد الكثير من المشقة والعناء في التعرف والاطلاع والزيارة والمتابعة وصعوبة التفاعل مع الأفكار الفلسفية خاصة عند المتعلم، أن ما يعاني منه الدرس الفلسفي يحق لنا أن نذهب بالقول إلى تجاهل أهميتها،وفي هذا الصدد لابد أن نقر بأهمية الفلسفة في حياتنا،والتي تعمل على إشباع رغبة الفرد في المعرفة والتأمل وحب الاستطلاع،وذلك من خلال الإجابة عن التساؤلات التي تدور في ذهنه,مثل وجوده وهويته وقيمته وتنمية القدرات في التفكير وحل المشكلات،إن الفلسفة أيضا تساعد الفرد أو المتعلم على تشخيص المشكلات وضبطها ومواجهتها مع إعطاء حلول قريبة،كما يمكن التفكير الفلسفي من اكتساب الكثير من المهارات العقلية وتوسيع أفاق العقل قصد التخلص من الجمود العقلي والفكري والتعود بالتدريج على فحص أراء الآخرين، نستخلص من هذا كله أن الفلسفة سقطت من القمة إلى الهاوية وأن صعوبات في التعلم والتخرج والتشغيل يعاني منها مدرس مادة الفلسفة وتجعله في صراع يومي مع البرنامج والمؤسسات ويواجه في هذا الصدد واقع يرفض هذا التفكير الصارم، ويتضح ذلك من خلال التمثلات عند المتعلمين من قبيل الإلحاد ،كفر، الخروج عن المألوف،ضياع الوقت. ومصدرها ناتج عن تقافة عامية مجانية موروثة داخل المجتمع وبالرغم من هدم هذه التمثلات وتصحيحها إلا أن هذا ينعكس سلبا على مردود يته"الأستاذ"
من انجاز:رشـــــــــــيد وحــــــــــــراء
المصــــــــــــــــــــــــــدر: بول ريكور، من النص الى الفعل، أبحاث التأويل، ترجمة محمد برادة وحسان بورقية، دار الأمان، الرباط، طبعة 2004.
مقابلات ميدانية مع اساتذة الفلسفة .2014 تمثــــــــــلات التلاميذ(المتعلمين




هنا  لتحميل  [ مواضيع المفتشية العامة للبيداغوجيا المقترحة لباكلوريا 2012 شعبة آدب وفلسفة ]



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق